وحدهُ الحبُّ دواءْ
*************
مسكينةٌ
غريبةٌ في دارها
والموتُ في أزهارها
وبيتُها في عُلبةٍ
أحلامُها في غربةٍ
وهاجرتْ أنوارها
وتسأل أين الحبيبْ ؟
وعلى السؤالِ لا مُجيبْ
بالأمس كان ها هنا
هو حاضِرٌ في ليلها
لكنّهُ ليس هنا ؟
لا دفءَ في فراشِها
ويُصعبُ إنعاشُها
وتيتَّمتْ أسرارها
مسكينةٌ تعذّبَتْ وهدّها الغِيابْ
مسكينةٌ تهشَّمَتْ من عالَم الذِّئابْ
من سجنها تناشدُ الطيورْ
وتدعو للزُّهورْ
تلاعبُ الفضاءْ
تراسلُ الهواءْ
ترجو لقاءَ الشجر الذي يُجيدُ الغِناءْ
وترجو لقاءَ الحجر الذي يحرسُ الأسماءْ
وترجو لقاءَ النهر الذي يُغازلُ الحسناءْ
وترجو لقاءَ القصيدِ وصاحبِ الأشعارْ
وتحلمُ بنجان قهوةٍ تحت " عريشة " الدّارْ
لكنَّ الحبيبَ غابْ
وتمزَّقَ ذاكَ الكتابْ
والقلبُ شابْ
وأصبحَتْ أخبارُها أخبارَ نارْ
بئسَ غربةٍ في غرفةٍ مُقفلة
فكلّ حياتها كذبةٌ ومهزلة
وحده الحُبُّ دواءْ
فبه تقومُ الروحُ من جمادِها
وبهِ يعودُ الّلينُ الى فؤادِها
والغرفة المُقفلة
ستُفتحُ أبوابُها
وستخرجُ الأميرة
فيُبدعُ شبابُها
وبخطوةٍ جبّارةٍ سينتهي عذابُها
لن يبقى بيتُها علبةً فيها مراسيلُ الشقاءْ
أحببتُ فيها ظبيةً أحلامُها عُشبٌ وماءْ
فالحبُّ ليس لُعبةً
لا يؤكلَ الحبُّ كما في وجبةٍ عند العشاءْ
في الحبّ نحيا كلَّنا
ويطول في العمر البقاءْ
هي حرّةٌ في أمرها
ولها القرارُ ما تشاءْ
إمّا الرِّضى في علبةٍ ؟
الأسرُ فيها كالرِّداءْ
إمّا الخروجَ لفُسحةٍ ؟
فيها الغرامُ والرَّجاءْ
**************
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان