يا طفلتي
****
طفلتي
أنا اخترْتُ خطَّ الفِداء لأجل القضيّة
نذرْتُ نفسي كي أكونَ الضحيّة
فكُلُّ الأضاحي رخيصةٌ
والقدسُ أغلى من دمائي العربيّة
أقضي الليالي في الوديانْ
بين الصخورِ وتحت ظلِّ السنديانْ
أكمُنُ لليهودِ هناكْ
ما عدْتُ كما كنتُ قبل الآنَ مُختبئاً
ولا يُخيفني " التنّينُ " المزعوم ولا الغيلانْ
كشفْتُ خديعتهم
كشفتُهُم يومَ الحرب في لبنانْ
ليتكِ كنتِ معي
لانقلبْتِ على ظهركِ من الضّحِكِ
اليهودُ يفرّونَ من الميدانْ
قُطعانُ فئرانْ
وهياكلٌ ترتجفُ من الخوفِ
وكان ما كانْ
سيدتي
ما أفقدني الفِداءُ ذكورتي
باقٍ أنا في هيئتي وصورتي
تعلّمْتُ الطُّهْرَ من الفِداءْ
وحُبّي طاهرٌ مثل الفِداءْ
فِداكِ الرّوحُ يا عين الرّجاءْ
قدري اللقاءُ بكِ في السر المكتوم
سيُضيء الهلالُ لقاءنا
سيمحو اللقاءُ شقاءنا
وسيُخبّئ الليلُ أسماءنا
ثمّ نعود الى الجهادْ
مكانكِ في ذا الفؤادْ
وإذا كتبتُ قصائدي
فأنتِ يا سيدتي يُنبوعُ المِدادْ
***
شاعر الأمَلْ حسن رمضان