الأرملة والشاعر
***
وبأمرٍ من القدَر
طُوِيَت صفحتُهُ
وانتهت رحلتُهُ
وغابَ عن الليل القمَر
فليلُها مُعتِّمٌ
ونهارُها مُيتَّمٌ
وصيفُها مُهشَّمٌ
وشتاؤها فقدَ المطَر
دُنياها صارت غابةً
فيها الوحوشُ لا البشَر
فالكُلُّ يبغي أكلَها
وتشوَّهَت كُلُّ الصُّوَر
لكنَّها ما استسلمَت
وتابعَت رغم الحُفَر
ولم يكُن شِعارُها :
" كُلُّ القلوبِ من حجَر "
قدَرٌ أتاها بشاعرٍ
واليومَ أنصفَها القدَر
أملٌ يُزيٌِنُ عُمرَها
ولليلها عادَ القمَر
فتجدَّدَت أيامُها
وتجدَّدَت أحلامُها
وصبرُها أعطى الثَّمَر
هيَ طفلةٌ مولودةٌ
والآنَ يعشقُها السَّهَر
وهيَ عروسةُ شِعرِهِ
وهوَ الأمانُ المُعتبَر
لا حُزنَ بعدَ غرامِهِ
واليأسُ ماتَ وانتحَر
بالأمسِ قد ترمَّلَت
واليومَ قد تألَّقَت
والعِشقُ في العُمر انتصَر
***
حسن رمضان - لبنان