الأرملة

الأرملة



(1)

قدرُها زوجٌ ماتْ

إعتصمَتْ

ناحتْ

بكتْ كثيراً

كلّ شيءٍ تغيّرْ

فانتقلَتْ من حياةٍ الى حياة

أحزنها رحيلُ الحبيبْ

تألّمَتْ

من أين تأتي بالطبيبْ؟

كثُرَ الذئابُ حولها

الكُلُّ يبغي لحمَها

والكُلُّ يطلبُ فرْجَها

كأنّها ألعوبةٌ ستستجيبْ ؟

وكأنّها مُباحةٌ

من دونِ عينِ أو رقيبْ

فأصبحتْ سجينةً

وأسيرة العُرْفِ العجيبْ

عارٌ إذا ما حادثتْ ذكَراً

ذا الفِعلُ في العُرْفِ غريبْ

يا ويلهم من ربّهم

قد سبّبوا العيشَ الكئيبْ

فكلُّ مَنْ تأرْملَتْ

تقضي الحياةَ بالنحيبْ

بئساً لها من أُمّةٍ

قد شرّعَتْ ظُلمَ القريبْ

كأنَّ مَنْ تأرْملَتْ

شمسٌ ستبقى في المغيبْ

أمّا التجدّدَ عندها

عارٌ سيبقى للمشيبْ ؟

(2)

الأرملةٌ إنسانةٌ خُلِقَتْ كمثلنا من ترابْ

فبادِروا في دعمِها

كي تنسى مأساة العذابْ

وأفرجوا عن قلبها

في ذلك فِعْلُ الصّوابْ

من حقها أن تُغرمَ

أن تفتحَ للحبِّ بابْ

فعندها مشاعِرٌ

لا تُغرقوها في العذابْ

لو النحيبَ يُعيدُهُ ؟

يا مرحباً بالإنتحابْ

فما سمعنا بميّتٍ

قد عادَ من بعد الغيابْ

من حقها أن تعشقَ

وتُبدّلَ تلكَ الثيابْ

إنّ التجدُّدَ حقُّها

وحقُّها عوْدُ الشبابْ

فلا تُصادروا حقَّها

ما هكذا قالَ الكِتابْ

(3)

تعدَّدَتْ أصنافُ الأراملْ

أقولُ هذا ولا أُجامِلْ

مَنْ ماتَ زوجُها أرملة

ومَنْ تُعاني أرملة

واليائسة من زوجها

ألا تُسمّى أرملة ؟

أمّا التي قد عايشَتْ في كلّ يومٍ مشكلة

حتماً تُسمّى أرملة

تلكَ التي قد أيقنَتْ غدْرَ الحبيبِ أرملة

أمّا التي قد أُرغمَتْ على الزواجِ فأرملة

وكذا التي بحاجةٍ لكلامِ دفءٍ أرملة

يا سيداتي وسادتي

مَنْ ماتَ زوجُها أرملة

لكنّها ليستْ لوحدها أرملة

كلُّ الوقائعِ أظهرَتْ

في كلّ بيتٍ أرملة

في كلّ بيتٍ مشكلة

في كلّ بيتٍ مُعضلة

في كلّ بيتٍ مِقصلة

فواجبٌ أن تُسرعوا في حلّ تلكَ المُشكلة

وواجبٌ أن تعدِلوا في حقّ كلّ أرملة

والمرأة مسؤولةٌ في حلّ تلكَ المسألة

لو علّمتْ أولادَها كيف تُصانُ الأرملة

لتعمّمتْ في أمّةٍ إنسانةٌ الأرملة

**********************

شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان