معزوفة الموت
***
جمودٌ يُهينُ الصمتَ فيخضع
والناسُ سُكارى
يُجلدونَ ولا يشعرون
يركعونَ للجلّادِ
وينسونَ الشعارَ الذي رفعوهُ يوماً : لن نركع
يتأفَّفُ الهواءُ النظيفُ منهم
تحتقرهم الأيامُ
ويلعنهم الصِّيامُ
وقد ملَّ الموتُ من جنائزهم
يرقصونَ فوق جثثهم
ويبتهلونَ إلى الزعيمِ
والزعيمُ لا يسمع
مصابيحُهم بلا زيتٍ
ولياليهم تعمَّمَت بالسواد
والشمسُ هي الشمسُ
لكنَّ النورَ خجلانٌ
زوَّدهم بحقيقتهم
كي يعودوا إلى الرشدِ
وما زالوا سُكارى
كان العقلُ مرجعهم
وماتَ المرجَع
أحياءٌ ميّتون
متى يستيقظون ؟
متى يملأونَ الشوارعَ بالغضب والرصاص ؟
متى القصاص ؟
هي ثورةّ لا بُدَّ منها
يتنحّى الخمرُ جانباً
وتعودُ العقولُ إلى الإبداع
فالجوعُ يجمع
والفقرُ يجمع
والموتُ اليوميُّ بالتأكيد يجمع
***
حسن رمضان