رسالة إلى عصفورة
***
عصفورتي
ما أتيتُكِ واعِظاً
فالوعظُ صودرَ من زمانْ
أنا أتيتُ مُلبِّياً نداءَ استغاثةٍ أطلقتْهُ روحُكِ من داخل قفصٍ يتآكلهُ الصَّدَأْ
كلَّ يومٍ تموتينْ ؟
خدَّرتْكِ " المواعظُ "؟
وأنا عجبتُ لعصفورةٍ تُصدِّقُ الصيّادينْ ؟
هم يقولونَ ما لا يفعلونْ
ماهرونَ في إختراع المصادرِ؟
فمَنْ قالَ إنَّ المنقولَ صحيحٌ عن لسان الميّتينْ ؟
أطلِقي الشّكَّ في المنقولِ يا عصفورتي
فبغير الشكِّ لن تُحرزي اليقينْ ؟
حرّري عقلَكِ
فجمودُ العقلِ كُفرٌ ؟
يا مؤمنةً كيف تكفرينْ ؟
أنتِ ما خُلِقتِ لتكوني " دجاجةً " مسكينةً
لو جاعَ " المالِكُ " تُذبحينَ فتؤكَلينْ ؟
ما خُلقتِ خرساءْ
لسانُكِ سجينْ
ما خُلقتِ صمّاءْ
في أذُنيكِ طنينْ
ما خُلقتِ عمياءْ
في عينيكِ أنينْ
أنتِ ميّتةٌ جدّاً
إنتفضي
عودي إلى الحياةْ
ففيها مواعيدٌ
وفيها فلسفة الفرحِ كما تتمنّينْ
وفيها ورودٌ وفيها ياسَمينْ
يا عصفورتي
جاءني صبرُكِ شاكياً
أتعبتْهُ السنينْ
نتَفَ " الصيّادُ " ريشكِ باكراً
أحمقاً كانْ
جلاّداً كانْ
ذكيّاً كثيرَ الدَّهاءِ كانْ
لا يتركُ أثراً لجريمتهِ
سجّانٌ سجّانْ
يسلبُكِ الحقَّ في الحُبِّ
والحبُّ حقٌّ ثابتٌ في شُرْعة الأديانْ
لا لستِ سلعةً للبيعِ في دُكّانْ
ولستِ دُميةً للَّهوِ في بستانْ
ولستِ عبدةً في عالمِ الإنسانْ
أنتِ الجمالُ بكُلِّهِ
أنتِ الكمالُ بكُلِّهِ
لو غِبْتِ يسوَدُّ المكانْ
لو غِبْتِ ينتحرُ الزَّمانْ
هيَّا انهضي وتجدَّدي وفجِّري البُركانْ
وتقدَّمي بشجاعةٍ
فالعِشقُ حقٌّ ثابتٌ أمراؤهُ الشُّجعانْ
*****
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان