رسالة إلى الشهداء
***
يا سادتي الشهداء
لا بُدَّ أنَّكم علمتُم بأننا انتصرنا
وامتطرنا
وانسحبَ من التراب الجفاف
وعلمتُم بأنَّ الأسودَ يُتابعون المُهمةَ
والعدوَّ يخاف
دمُكم أثمرَ نصراً
وأجيالاً ببنادقٍ نظيفةٍ
وبحناجرٍ تُطلقُ الرصاصَ على الذُّلِّ
وبعيونٍ تُتقنُ التصويبَ على الأهداف
لم نعُد أسرى العروبة الحمقاء
لم نعُد أسرى التلذُّذِ بالخمر وبالنساء
لم نعُد عبيداً في بلاط الزعماء
ولم نعُد بُسطاء
إكتشفنا المغارةَ السوداء
ففيها يُصنَّعُ الرؤساء
وفيها يولدُ الصيصانُ الوزراء
وفيها يُفبركُ الخبرُ
فيرقصُ عارياً لنوابٍ عملاء
يا أيها العظماء
لن تُحجبَ الشمسُ ولا القمر
فالنورُ يطغى
كُشِف القناعُ عن الوجوه الماكرة
وعن الخطاب الخنجر في الخاصرة
سنتركهم ينهقون
سنتركهم ينبحون
سنتركهم يُصلّونَ خلفَ سفيرةٍ عاهرة
فلن يكونوا إلا فئراناً تتسلّى بهم الذاكرة
يا أيها الشهداء
عقيدتُنا صبرٌ وصلاةٌ وسلاح
ومقاومةٌ وثورةٌ وكفاح
وتعالٍ عن الجراح
ليلُنا مُزيَّنٌ بالبدر وبالنجوم
والشمسُ تُزيّنُ الصباح
فنحنُ أُمَّةُ البرقِ والرعدِ والشتاء
ونحنُ أُمَّةُ الفداء لا أُمَّةَ النُّواح
ونحنُ الشهداء الأحياء
***
حسن رمضان