رسالةٌ إلى حوَّاءْ
***
يا سيدتي
أنا لستُ من شرقٍ قَالَ بأنَّ حوَّاءَ بلاءْ
وأنَّكِ شرٌّ يا حوَّاءَ وداءْ
لستُ منهم حين قالوا بأنَّكِ أفعى ناعمةَ الملْمَسِ
وليس لسُمِّكِ يا حوَّاءَ دواءْ
وأدوكِ قَبْلَ الدِّينِ لأنَّكِ عارْ
أحرقوكِ بنارْ
وبعد الدِّينِ جمَّلوا القرارْ
غيَّروا أساليبَ الوأدِ
ما دفنوكِ في المَهدِ
تفنَّنوا بالقتلِ
وطغوا بذكورةٍ حمقاءْ
أصدروا الحُكْمَ عليكِ بالعزْلِ
ما حكَموا بالعدْلِ
حجبوا النُّورَ عنكِ وصادروا الهواءْ
لو كُنتِ ( عانساً ) أوراقكِ صفراءْ
لو كُنتِ ( أرملةً ) فكتابُكِ البغاءْ
لو كُنتِ ( مُطلَّقةً ) فجنسُكِ معطاءْ
لا الصُّبْحُ يفخرُ فيكِ
ويخجلُ منكِ المساءْ
شرْقٌ يعيشُ في الظَّلامْ
يُصادرُ الأيامْ
يصادرُ الأقلامْ
قلمي تمرَّدَ ثائراً
وأطلقَ البُركانْ
وواجهَ الثيرانْ
شعارُهُ حوَّاءْ
فالعانسُ تحرَّرَتْ من زيجةٍ سوداءْ
والأرملةْ تحرَّرَتْ من دولةٍ عرجاءْ
والمُطلَّقةُ تحرَّرَتْ من نظرةٍ عمياءْ
حوَّاءَ سيِّدَةُ الوجودْ
أمٌّ البنينِ والجدودْ
وَمَنْ أساءَ بقولهِ وبفعلهِ دونَ الحذاءْ
حوَّاءَ مدرسةُ الْهُدَى
ولعِلْمها شَهِد الشُّهودْ
حوَّاءَ سيِّدَةُ الورودْ
ولعطرها طابَ السُّجودْ
سأكونُ حارسَ مجدها
ولأجلها طابَ الفداءْ
أمٌّ هِيَ في عطفها
من دونها حلَّ البلاءْ
أختٌ هِيَ في عِرْضِها
وهيَ الطهارةُ والنقاءْ
وحبيبةٌ في قلبها
وهيَ الكتابُ للوفاءْ
ويلٌ لشرقٍ ظالمٍ
ما أحسنَ فينا الأداءْ
حوَّاءَ سِرُّ جمالنا
سجدَ الجمالُ للنساءْ
قلمي يُمجِّدُ ذِكرَها
ولذِكرِها خُلِقَ الولاءْ
******
شاعر الأمَلْ حسن رمضانْ - لبنان